اختتمت قرية عسير في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 32" مشاركتها في الجنادرية بأكثر من مليون ونصف زائر، عبّر عدد منهم عن سعادتهم بالتجربة والثراء المعرفي والتاريخي الذي احتوته القرية التي تحولت إلى رافد ثقافي متميز يثري تجربة الزوار المواطنين والأجانب.
ورأى الزوار أن تجربة زيارة قرية عسير "نوعية" حيث وجدوا في القصور القطع الأثرية التي تحكي تاريخ المنطقة، إذ احتوى قصر الطين الذي تشرف عليه محافظة خميس مشيط 5 طوابق تنوعت المعروضات فيها بين الأزياء والملبوسات والمجالس القديمة وفنون متنوعة، إضافة إلى عرض سيوف وبنادق وخناجر وعملات وتجهيزات المنازل والأثاث القديم ومقتنيات المرأة والرجل في شرق المنطقة.
وفي قصر الطين تنوعت المعروضات في 4 طوابق بين متاحف وقطع نادرة وحلي وأدوات الزراعة والصناعة والطبخ ومختلف أوجه الحياة، ومعرض للصور وبرز بين المعروضات قطعة أثرية تحاكي خاتم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقدم مصحف مخطوط باليد يبلغ طوله 7 أمتار.
وعلى المسرح، تنوعت العروض الشعبية بين ألوان العرضة، الدمة، المسيرة، الخطوة، والمدقال وتغنى الشعراء بالوطن والمواطن، وبما حققته الدولة من نجاحات على كافة المستويات، وبتاريخ الدولة السعودية المشرف، واستخدمت الفرق أزياء متنوعة تشتهر بها منطقة عسير وبالبنادق وفنون استخدام السلاح في العروض الشعبية.
من جهته قال رئيس الشؤون الخاصة بمكتب أمير عسير فيصل بن مشرف رئيس اللجنة العليا المشرفة على قرية عسير بالجنادرية إن تحقيق هذا الرقم في وقت وجيز يعد نجاح كبير وهو ثمار العمل الجاد الذي إنطلق منذ عامين لتطوير القرية، وتوافد الزوار بهذه الكثافة على قرية عسير يؤكد الثراء المعرفي والتاريخي الذي تزخر به عسير.
وأضاف أنه مما لا شك فيه أن الزائر اليوم لا يبحث عن الترفيه فحسب، بل يريد أن يثري معلوماته ويتعرف على أدق التفاصيل، إضافة إلى أن كثير من الزوار من فئتي الشباب والصغار وهذا يرفع سقف التحديات بتقديم ما يشبع شغفهم من علم ومعرفة وتاريخ ومعلومات دقيقة ينقلونها للأجيال بعدهم، فهم من سيقود زمام الأمور مستقبلاً، ونحن نراعي في ذلك أن تكون قرية عسير إلى جانب كونها محطة أساسية للزوار للاستمتاع بالمأكولات والعروض الشعبية والمقتنيات أن تكون أيضا منارة معرفية تاريخية، ولأجل ذلك فقد روعي حتى في اختيار الوفد أن يكون بينهم من يتحدث اللغة الإنجليزية للتعريف بالمنطقة وتاريخها وتراثها وثقافتها وعاداتها للوفود الأجنبية التي تزور القرية باستمرار.
وأكد بن مشرف أن القرية راعت في مشاركتها هذا العام تلبية رغبات كافة الفئات العمرية وتقديم ما يتطلعون إليه، سواء داخل المعارض والأجنحة والأركان، أو القصور والمتاحف والمعروضات الأثرية أو المسرح الخارجي الذي عرض عليه مختلف أنواع الفنون الشعبية بالمنطقة وفعاليات متنوعة شملت الكبار والشباب والأطفال رجال ونساء.
وأوضح رئيس وفد منطقة عسير أسامة بن مشبب آل ماطر أن القرية حظيت بزيارة وتشريف من قبل الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز الذي أكد خلال زيارته على استمرار التطوير في القرية و وجه بالعمل الفوري من إنتهاء المشاركة للاستعداد المبكر والجيد للعام المقبل بما يضمن استمرار قرية عسير كتجربة مثالية ورائدة ومتميزة، لا سيما وأن إمارة منطقة عسير تعتبر بيت خبرة عريق وقادرة على مواصلة التميز والعطاء.
وأشار آل ماطر إلى أن القرية حظيت بزيارات الأمراء والمعالي ووفود رسمية عربية وأجنبية بينهم سفراء دول وممثلين لقطاعات حكومية وغير حكومية وضباط ومسؤولين من وزارات دفاع عربية وأجنبية، الذين عبروا عن سعادتهم وفخرهم واعتزازهم بما احتوته القرية وما تعرضه لزوارها.
وثمن آل ماطر لأمير عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز ورئيس اللجنة العليا لمشاركة منطقة عسير بالجنادرية، ثقتهم في الشباب وفريق العمل مباركاً لهم هذا النجاح وما حققته القرية من تميز وثناء من قبل الزوار والمسؤولين في الجنادرية.